الاثنين، مارس 16، 2009

ألوان النصر

ألوان النصر.........

الأحمر.....
أحمرْ أحمرْ لون الدم... في عَلـَمِك يا فلسطين...
والدم في فلسطين سقيا الأرض... الأرض التي تحترف ولادة الشهداء... الأرض التي أنجبتْ زكريا ويحيى... الأرض التي يتعهّدها الغزاة بالعصف والقصف من قرن إلى آخر... يتواصون برفع شارات الظلم والكفر والبذاءة في سمائها... وسماؤها معراج النبي –صلى الله عليه وسلم-... ما يعني أنّها ستكون للذي كانت..... ولن تكون للهوان يومًا......


لون شقائقك... لون غضبك... لون خجلك... خجل العذراء مريم.........



البرتقاليّ.......
يكرَم برتقالك يا فلسطين!... ولا كل البرتقال!... وكل بيارة منه وكل حبّة تشهد على وحدانية الله... الله ما خلق الأرض إلا بالحق... وما خلقنا إلا للعبادة.... والعبادة التي عرّفتـْنا إياها أول سور القرآن: "لا تُطِعْه، وَاسْجُدْ "... لا تطع الطاغية... واسجد للرحمن... وإلا فاخرج من أرض الله... واتخذ لك ربًا آخر... يفهم لغة الذل............


الأصفر........
لون شمسك يا فلسطين... لون أقاحيك... لون رملك... رمل يافا وحيفا وعكا....
لون غيرتك.... لون شحوبك..... لون جوعك............



الأخضر........
أخضرْ أخضرْ لون العشب.... في عَلَمِك يا فلسطين...
لون زيتونك... قسَمِ رب العالمين...
لون دواليك... لون شبابك... شبابك الذي يستوحيه الشهيد والشاعر دمًا وكلامًا ووجعًا...



الأزرق.......
لون سماك... لون بحرك... الأزرقين... قبتيك... فلأنت مسجد كبير..............



النيلي..........
لون جارتك... لون مصر... التي كانت لتنظرك... مصر التي أرادوها على غير دينها... دينها الوحدانية... دينها الصف... دينها البنيان... دينها الإسلام....
نيلها.... قطعة من الجنة..... سلوى المؤمن في غربته..... في سجنه.....



البنفسجي.......
لون الموت... زهر الموت... الموت الذي احتوى الحياة في شهدائك... هم أحياء عند ربهم يرزقون... وحاشا الزهر أن يعمى عن حقيقة مَنْ يُهدَى إليه...



ولونان..........

الأبيض.......
أبيض أبيض لون القلب... في علمك يا فلسطين...
القلب الذي يحتوي كل هذه الكراهية... ولا يزال يفيض نبلًا وأملًا...


الأسود........
أسود أسود لون الظلم... في علمك يا فلسطين...
الظلم الذي يموت لينبعث أكثر قبحًا... يومًا في الصليب... وآخر في النجمة... الظلم الذي تقطّع طهرك... تقطّع سعدك.............

الجمعة، فبراير 13، 2009

يا أبتِ!

في عام 1956م نادى الشــيخ علي الطنطاوي ابنته...
وما ابنته إلا كل فتاة مسلمة... وأنا اليوم أناديه عنها...

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد... وبعد...
يا أبتِ...
أنا عانس فتاة على أبواب الثلاثين... إنْ صحّتْ في دِين الثلاثين فتوّةٌ لعانسٍ... وأنا قارورة... وهذه صفتي في النساء عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم-... قارورة... بكل ما تحمله الكلمة من معاني الضعف والبريق والوعائية... أنا ملح رجولة الرجل بضعفي... ووحي كمالاته ببريقي... وأرض منجزاته على هذه الأرض الخطّاءة بوعائيتي... أنا الحياة لو أرادتْني الحياة....
لقد ذهبتْ أيام الربيع... انتهت المدرسة... والجامعة... انتهى الأمل إلا في الله....
لقد تبدّل قلبي حتى نكرتُه –يا أبتِ-... من أين لي هذا القلب؟!... لقد حلّقتُ في سماوات الخيال (الرومانس) حتى خررْتُ... فما كان إلا أن دُقَّ عنقي... إنني أعي الحياة... أعيها إلى الأعماق... لم يعد هناك المزيد... لم يعد هناك من يحتاج إليّ... من يشتمّني وينميني ويرويني ويغرّد حولي... أنا وردة في الصحراء... لمن أنا؟!... لمن جمالي؟!... لمن عطفي؟!... ألا أستحق أنا إلا القطاف؟!... ألا يرون فيّ إلا النار؟!... أنا... أنا كأسَ النور الدهاق... أنا خيرَ متاع الدنيا... أنا السرورَ... أنا الطاعةَ... أنا الحِفظَ مِنْ حِفظ الله!
حتّام يا أبتِ؟... حتّام؟... أفأجوز الأرض هذه ولا أخلّف أثرًا... وردةً... قبلةً على جبين الحياة الجاحدة... طفلًا نظرةٌ منه بدنيا خيال؟!
أويرضيكم –يا معاشر الرجال- أن أنزل سوقكم أعرضني... بل أعرض قشوري... فأين أنا في قشوري... أنا هنا... أنا الروح... أنا التي لتكون أمًّا.... أنا أحقّ الناس بالصحبة لو يخرج مني النور... لو يدرج ويخطر ويعمُر الأرض...
أنا أذبل كلَّ يوم... كل يوم يموت فيّ الرجاء موتًا على موته... لينبعث أكثر قبحًا...
لقد زاغ بصري... وتلطّخ قلبي... وتوقّحتُ على الناس بلحاظي أسألهم: "هل من مريد؟!"
أأكون أنا مخطئة؟!... أيكون المنادي مبتذلًا بندائه إذا كان المنادى أصمَّ؟!
لك السلام يا أبتِ من التي كانت...


عنها: أبو دواة